حياكم الله مستخدمي موقع مستعمل وجديد الأعزاء. الحج رحلة إيمانية عظيمة تمس القلوب وتثير المشاعر وتلهم الشعراء والأدباء ليبدعوا في أروع القصائد والأشعار التي تجسد خشوع الحجاج وصلواتهم ودعائهم. ومنذ فجر الإسلام ظهرت أشعار تعبر عن مشاعر الحجاج وإيمانهم العميق بربهم عز وجل. وقد ظهر العديد من الشعراء من عصور مختلفة والذين كتبوا قصائد رائعة تصف رحلة الحج والمشاعر المقدسة والمشاعر التي يشعر بها الحجاج. وفي هذا المقال سنشارك معكم قصائد وشعر عن الحج والوقوف بعرفات ورؤية الكعبة.
أَطُوفُ بِهِ وَالنَّفْسُ بَعْدَ مُشَوِّقَةٍ … إِلَيْهِ وَهَلْ بُعْدُ اَلطَّوَافِ تَدَانِي
وَأَلْثِمُ مِنْهُ اَلرُّكْنُ أَطْلُبُ بِرَدِّ مَا … بِقَلْبِي مِنْ شَوْقٍ وَمِنْ هِيمَانْ
فُو اَللَّهِ مَا أَزْدَادُ إِلَّا صَبَابَةً … وَلَا اَلْقَلْبُ إِلَّا كَثْرَةَ اَلْخَفَقَانِ
فَيَا جَنَّة اَلْمَأْوَى وَيَا غَايَةَ اَلْمُنَى … وَيَا مَنِيَّتِي مِنْ دُونِ كُلِّ أَمَانٍ
أَبَتْ غُلْبَاتْ اَلشَّوْقُ إِلَّا تَقَرُّبًا … إِلَيْكَ فَمًا لِي بِالْبِعَادِ يُدَانُ
وَمَا كَانَ صَدًى عَنْكَ صَدُّ مَلَالَة … وَلِيَّ شَاهِدِ مِنْ مُقْلَتِي وَلِسَانِي
دَعَوْتُ اِصْطِبَارِي عِنْدَ بَعْدَكَ وَالْبُكَاءِ … فَلَبَّى اَلْبُكَاءُ وَالصَّبْرُ عَنْكَ عَصَانِي
وَهَذَا مُحِبٌّ قَادَهُ اَلشَّوْقُ وَالْهَوَى … بِغَيْرِ زِمَامِ قَائِدِ وَعِنَانْ
أَتَاكَ عَلَى بُعْدِ اَلْمَزَارِ وَلَوْ وَنَتْ … مَطِيَّتُهُ جَاءَتْ بِهِ اَلْقَدَمَانِ
قصائد وشعر عن الحج للإمام إبن القيم:
أما والذي حج المحبون بيته … ولبُّوا له عند المهلَّ وأحرموا
وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعًا … لِعِزَّةِ من تعنو الوجوه وتُسلمُ
يُهلُّون بالبيداء لبيك ربَّنا … لك الملك والحمد الذي أنت تعلمُ
دعاهم فلبَّوه رضاً ومحبةً … فلما دَعَوه كان أقرب منهم
تراهم على الأنداد شُعثاً رؤوسهم … وغُبراً وهم فيها أسرُّ وأنعم
وقد فارقوا الأوطان والأهل رغبة … ولم يُثْنهم لذَّاتهم والتنعُّم
يسيرون من أقطارها وفجاجِها … رجالاً وركباناً ولله أسلموا
ولما رأتْ أبصارُهم بيته الذي … قلوبُ الورى شوقاً إليه تضرَّمُ
كأنهم لم يَنْصَبوا قطُّ قبله … لأنّ شقاهم قد تَرَحَّلَ عنهمُ
فلله كم من عبرةٍ مهراقةٍ … وأخرى على آثارها لا تقدمُ
وقد شَرقَتْ عينُ المحبَّ بدمعِها … فينظرُ من بين الدموع ويُسجمُ
وراحوا إلى التعريف يرجونَ رحمة … ومغفرةً ممن يجودَ ويكرمُ
فلله ذاك الموقف الأعظم الذي … كموقف يوم العرض بل ذاك أعظمُ
ويدنو به الجبار جلَّ جلاله … يُباهي بهم أملاكه فهو أكرمُ
يقولُ عبادي قد أتوني محبةً … وإني بهم برُّ أجود وأكرمُ
فأشهدُكم أني غفرتُ ذنوبهم … وأعطيتهم ما أمَّلوه وأنعمُ
فبُشراكُم يا أهل ذا الموقف الذي … به يغفرُ الله الذنوبَ ويرحمُ
فكم من عتيق فيه كُمَّل عتقُه … وآخر يستسعى وربُّكَ أكرمُ
إِلى عَرَفاتِ اللَهِ يا خَيرَ زائِرٍ … عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ في عَرَفاتِ
وَيَومَ تُوَلّى وُجهَةَ البَيتِ ناضِراً … وَسيمَ مَجالي البِشرِ وَالقَسَماتِ
عَلى كُلِّ أُفقٍ بِالحِجازِ مَلائِكٌ … تَزُفُّ تَحايا اللَهِ وَالبَرَكاتِ
لَكَ الدينُ يا رَبَّ الحَجيجِ جَمَعتَهُم … لِبَيتٍ طَهورِ الساحِ وَالعَرَصاتِ
أَرى الناسَ أَصنافاً وَمِن كُلِّ بُقعَةٍ … إِلَيكَ اِنتَهَوا مِن غُربَةٍ وَشَتاتِ
تَساوَوا فَلا الأَنسابُ فيها تَفاوُتٌ … لَدَيكَ وَلا الأَقدارُ مُختَلِفاتِ
وَيا رَبِّ هَل تُغني عَنِ العَبدِ حَجَّةٌ … وَفي العُمرِ ما فيهِ مِنَ الهَفَواتِ
قصائد وشعر عن الحج والوقوف على جبل عرفات:
وَبَعْدُ زَوَالِ اَلشَّمْسِ كَانَ وُقُوفُنَا … إِلَى اَللَّيْلِ نَبْكِي وَالدُّعَاءُ أَطَلَنَاَهْ
فَكَمْ حَامِدْ كُمَّ ذَاكِرْ وَمُسَبِّحٍ … وَكَمْ مُذْنِبٌ يَشْكُو لِمَوْلَاهُ بَلْوَاهُ
فَكَمْ خَاضِع كَمْ خَاشِعٍ مُتَذَلِّلٍ … وَكَمَّ سَائِلٍ مَدَّتْ إِلَى اَللَّهِ كَفَاهُ
وَسَاوَى عَزِيزٌ فِي اَلْوُقُوفِ ذَلِيلنَا … وَكَمَّ ثَوْبٍ عَزَّ فِي اَلْوُقُوفِ لَبِسْنَاهُ
وَرَب دَعَانَا نَاظِرُ لِخُضُوعِنَا … خَبِيرٌ عَلِيمٌ بِاَلَّذِي قَدْ أَرَدْنَاهُ
وَلَمَّا رَأَى تِلْكَ اَلدُّمُوعِ اَلَّتِي جَرَتْ … وَطُولَ خُشُوعٍ مَعَ خُضُوعِ خَضَعَنَاَهْ
تَجَلَّى عَلَيْنَا بِالْمَتَابِ وَبِالرِّضَى … وَبَاهَى بِنَا اَلْأَمْلَاكُ حِينَ وَقَفْنَاهُ
وَقَالَ اُنْظُرُوا شَعْثًا وَغَبْرَاء جُسُومَهُمْ … أَجْرُنَا أَغِثْنَا يَا إِلَهًا دَعَوْنَاهُ
وَقَدْ هَجَرُوا أَمْوَالُهُمْ وَدِيَارُهُمْ … وَأَوْلَادُهُمْ وَالْكُلَّ يَرْفَعُ شَكْوَاهُ
إِلَى فَإِنِّي رَبُّهُمْ وَمَلِيكُهُمْ … لَمِنْ يَشْتَكِي اَلْمَمْلُوكُ إِلَّا لِمَوْلَاهُ
أَلَا فَاشْهَدُوا أَنِّي غَفَرَتْ ذُنُوبَهُمْ … أَلَا فَانْسَخُوا مَا كَانَ عَنْهُمْ نُسَخَّنَاهُ
فَقَدْ بَدَأَتْ تِلْكَ اَلْمُسَاوِي مَحَاسِنَا … وَذَلِكَ وَعَدَ مِنْ لَدْنًا وَعَدْنَاهُ
فَيَا صَاحِبِي مِنْ مِثْلِنَا فِي مَقَامِنَا … وَمِنْ ذَا اَلَّذِي قَدْ نَالَ مَا نَحْنُ نِلْنَاهُ
عَلَى عَرَفَات قَدْ وَقَفْنَا بِمَوْقِفٍ … بِهِ اَلذَّنْبُ مَغْفُورٌ وَفِيهِ مَحُونَاَهْ
وَقَدْ أَقْبَلَ اَلْبَارِي عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ … وَقَالَ اُبْشُرُوا فَالْعَفْوَ فِيكُمْ نَشَرْنَاهُ
وَعَنْكُمْ ضِمْنًا كُل تَابِعَةٍ جَرَتْ … عَلَيْكُمْ وَأَمَّا حَقّنَا فُوهْبِنَاَهْ
أَقَلَّنَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا قَدْ جَنَيْتُمْ … وَمَا كَانَ مِنْ عُذْرِ لَدَيْنَا عَذَرْنَاهُ
فَيَا مِنْ أُسًّا يَا مِنْ عَصَى لَوْ رَأَيْتُنَا … وَأَوْزَارَنَا تُرْمَى وَيَرْحَمنَا اَللَّهُ
وَمَا زَالَ وَفْدُ اَللَّهِ يَقْصِدُ مَكَّةَ … إِلَى أَنَّ بَدَأَ اَلْبَيْتُ اَلْعَتِيقُ وَرُكْنَاهُ
فَضَجَّتْ ضُيُوفُ اَللَّهِ بِالذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ … وَكَبُرَتْ اَلْحُجَّاجَ حِينَ رَأَيْنَاهُ
وَقَدْ كَادَتْ اَلْأَرْوَاحُ تُزْهَقُ فَرْحَةٌ … لِمَا نَحْنُ مِنْ عِظَمِ اَلسُّرُورِ وَجَدْنَاهُ
تَصَافَحْنَا اَلْأَمْلَاكُ مَنْ كَانَ رَاكِبًا … وَتَعْتَنِقُ اَلْمَاشِيَ إِذًا تَتَلَقَّاهُ
شاهد أيضًا: دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة بالصور في السعودية