كانت القضية في محكمة الاستئناف قبل رمضان ثم ترددت ذهاباً إليهم من المحكمة العامة وإياباً منهم إلى القاضي بالعامة أكثر من سبعة أشهر .
رأى بعضُ قضاة الاستئناف أن الحكم الذي ينبغي هو الحكم بخمسمئة ألف ريال لصالح المحامي على نحو ما ذكر الموظف الذي تولى موضوع القضية في مكتب الشيخ القاضي إلا أن الأكثرية تكونت في النهاية لتقر الحكم مئتي ألف ريال فقط .
ثم كانت مشكلة بسيطة وهي أن المحامي السعدون سبق أن رفع ضد مستأجر لعمارتين تؤجر لحجاج وغيرهم حتى أخذ حكم الإخلاء فحلف لي هذا المستأجر بأن مردود العقارات ودخلها قد تغير وما نطلبه من أجرة سيسبب له خسارة مؤكدة فقلت أجل تدفع للمحامي مئة ألف وتعود لأجرتك فكتب شيك بخمسين ألف وأقسم بأنه لا يجد غيرها الآن وسيدفع الخمسين الأخرى في شهر خمسة بعد الشهر الجاي فاستلمت الشيك منه لأمر السعدون وقلت الموعد الساعة تسعة إلا ربع بمكتب الشيخ وفعلا جاء فقلت للموظف هذا الرجال سلّم خمسين وباقي عنده خمسين يجيبها في وقت كذا فقال ما نعرفه ، قلت السعدون يعرفه ولو يوقع حتى تطلبونه لكن الموظف أبى وخرجنا .
كلمت السعدون ليستلم الشيك وبإذن الله حتى يشفيه الله ويقوم سالماً من مرضه يكون المالك قد سلِم من دفع الخمسمئة ألف ريال إلى مئة ألف ريال ولله الحمد والمنة وهذا بفضل الله وكرمه ثم بسبب رعاية ولاتنا الأمراء والعلماء لكل ما مِن شأنه خدمة العباد ونفعهم في أمور دينهم ودنياهم .
____
بالنسبة لذهاب بعض قضاة الاستئناف إلى ما يطلبه المدعى عليه ليس من باب العنصرية وليست من الإرجاء حماية للسمعة الأميرية لأجداد المحكوم لهم ولمن يصاهرون من أهل الجاه والشرف كبعض مشائخ القبائل وأهل المناصب الموروثة ، لكن هذا شيءٌ يتردد فرية مشاعة لا تليق بالكبار في المحاكم ؛ السبب الظاهر الذي أقتنع به هو كسب المحامي لبعض القضايا .
بعض المحامين الذين كلمتهم بالجوال قال لي ما معناه إن قضية من القضايا ولها أشباه ذاتُ قيمة معنوية ، يعني تسوى خمسمئة حتى لو قصّر في أمور صغيرةٍ كتصليح مصعد ونحوه .
أسأل الله أن يحفظ المحامي عبدالله السعدون وأن يشفيَه وجميع مرضى المسلمين والحمد لله رب العالمين .
_______
اللهمّ صل على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد .
من غرائب هذه المعاملة أنه في مكتب القاضي بالعامة وجدت هذا السؤال هل أنت المدعي أو المدعي عليه .
لعل السبب أن المحامي قدّم قضية بعد تقديمي للقضية بحوالي شهر يطلب فيها حقه وأن العقد ماض ٍثم أدمجت معاملته بالقضية الأخرى فيمكن شوشت على مجرياتها وانتهى زمن العقد وهي كذلك .
الله أعلم هل هناك تحكّم من جهته بالداخل فيها والخارج منها كمحاولة إلغاء تقدير عمله الذي طلبته في القضية بعد الفسخ .
لا أتهم الموظف عبدالكريم العبود لكن عبارات الترحيب والتبجيل للسعدون قبل سنتين كانت تلفت نظرات زملائه إليه حتى أن في بعض النظرات زعلا وشيئاً من الغضب ولم تكن تريحني تلك العبارات الفندقية آنذاك .
وهو معذور هو عرف مكانة الصقر واللي ما يعرف الصقر يشويه .
سؤال من هو المدعي شيءٌ غريب لكن القضية انتهت إلى خير ولم تحقق القضية الدخيلة هدفها ولله الحمد .
لا يصح أبداً إساءة الظن بالآخرين مثل العبود والسعدون أو غيرهم من أهل القبلة .
قد يختلف الشخص مع آخر لأنه مجتهدٌ وله وجهة نظر ، كذلك للمقابل وجهة نظر وكلا الطرفين يدعوان ألا يكلهم الله إلى أنفسهم طرفةَ عين ، فإذا انتهت تلك القضيةُ فإن على الخصمين سلامة الصدر من كل ما يوغر القلب ويحقده على الآخر كالحسد وشدة الحرص على الريال .
وعلى المسلم أي مسلم أن يعلم
أن شدة الحرصِ ناقلٌ لصاحبه إلى ما لا يحمد عقباه في الدنيا والآخرة فقد يتخطى الحريصُ الحدودَ الشرعية حتى يُلحدَ إذا لم يستطع الحصولَ على المالِ إلا به .