حياكم الله زوار موقع مستعمل وجديد، مع انتهاء شهر الحج تنتهي السنة الهجرية ونبدأ في سنة هجرية جديدة بأعمال صالحة نتقرب بها إلى الله - عز وجل - في شهر محرم أول شهور السنة الهجرية والذي يُستحب فيه أن يقوم المسلم بالطاعات والتقرب من الله بصالح الأعمال، ومن هذه الطاعات الصوم، فما فضل الصيام في شهر محرم؟ هذا ما سنعرفه في التقرير التالي.
وفقًا لرأي دار الإفتاء المصرية، فإن من أراد صيام شهر المحرم كاملًا فلا حرج عليه؛ لأن الصيام فيه مندوب وكذا بقية الأشهر الحرم وأفضلها المحرَّم، حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: “أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ”.
وأشارت دار الإفتاء المصرية في ذات الصدد، إلى أن التهنئة برأس السنة الهجرية (جائزة شرعًا) ولا بدعة في ذلك، مؤكدة أنه يجوز التطوع بصيام أول يوم من أيام شهر الله المحرم أول شهر في السنة الهجرية.
ويستحب الإكثار في هذا الشهر من الصوم؛ فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ».
إن صيام شهر الله المحرم مستحب عند جماهير العلماء بمن في ذلك المذاهب الأربعة، والأدلة على استحبابه كثيرة، منها:
قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: “فصم المحرم فإنه شهر الله، وفيه يوم تاب فيه على قوم، ويتاب فيه على آخرين”، وكذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: “أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل”.[1]
نعم، يجوز شرعًا صيام أول يوم من أيام شهر الله “محرم”، أول شهور السنة الهجرية الجديدة.
من الأعمال المستحبة صيام أول يوم وفي غيره من أيام الشهر الحرام، فقد أكدت الإفتاء أنه يجوز صيام أول يوم من أيام شهر الله المحرم الذي هو أول شهر من شهور السنة الهجرية، ويستحب الإكثار في هذا الشهر من الصوم؛ ففي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: "أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ" رواه مسلم.
ذكر الإمام الطبري في تفسيره عن أبي قتادة أنه قال: "إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئةً ووِزْرًا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حالٍ عظيمًا، ولكن الله يعظِّم من أمره ما شاء".
من الأشياء المحرمة في الأشهر الحرم أن الله -عز وجل- خص الأشهر الحرم الأربعة بزيادة التحريم وتشديد النهي؛ حتى لا نقع فيما وقع فيه الجاهليون من انتهاك لحرمة هذه الأشهر، قال تعالى: «فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسكُم»
والظلم في هذه الأشهر الحرم أعظم خطيئةً من الظلم فيما سواها، ويشمل الظلم المعاصي كلها كبيرَها وصغيرَها، من فعل محرم أو ترك واجب وظلمَ الإنسان في حقوق الخالق، وظلم الإنسان لنفسه، وظلم الإنسان للإنسان، وظلم الإنسان لأى مخلوق آخر على وجه الأرض.
والظلم في هذه الأشهر أشدُّ وأبلغُ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف، لقوله تعالى: «وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ» [الحج:25].
ويحرم في هذه الأشهر الحرم (ابتداء القتال) لقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ»، وقوله تعالى: «فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ».
إن السر في جعل شهر المحرم هو أول السنة الهجرية مع أن الهجرة النبوية الشريفة لم تكن في المحرم وكانت فى ربيع، فقد كان يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - بعد أن جمع الصحابة إن الله جعل شهر المحرم أول السنة الهجرية لأنه الشهر الذي يلي شهر الحج مباشرة حيث يعود الناس من الحج وقد غفر الله لهم ذنوبهم وبدأوا حياةً جديدة مليئة بالأمل والصدق مع الله.
يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرّم، وهذا هو ما ذهب إليه جمهور العلماء، وهو ليس اليوم التّاسع كما يقول البعض منهم، وذلك أنّ كلمة عاشوراء جاءت بمعنى اليوم العاشر، وأنَّ اليوم التاسع يسمى تاسوعاء.
وقد جاء في صحيح مسلم أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلم - سئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: “يكفّر السّنة الماضية”.
اقرأ أيضًا: 5 عبادات من أفضل أعمال العشر الأوائل من ذي الحجة تعرف عليها