عن عمر رضي الله عنه: أنه قبل الحجر الأسود وقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك. متفق عليه . المفردات: قبل الحجر الأسود: أي وضع فمه عليه. لا تضر ولا تنفع: أي لا تؤثر بذاتك في دفع ضر أو جلب نفع، لأن ذلك لله وحده جل وعلا. البحث: قول عمر رضي الله عنه في حديث الباب: إنك حجر لا تضر ولا تنفع. أراد رضي الله عنه دفع ما قد يخطر من الخواطر الشيطانية بأن هذا التقبيل عبادة للحجر كما كان يفعل أهل الجاهلية، فبين الفرق رضي الله عنه بين ما كان يفعله أهل الجاهلية من اعتقادهم في أن هذه الأحجار التي يعبدونها تنفعهم وتضرهم، وبين ما يفعله المسلمون من اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم في تقبيل الحجر الأسود وهم يعتقدون أنه لا يجلب نفعًا ولا يدفع ضرًا لذاته. ما يحصل بسبب تقبيل الحجر من الثواب وهو نفع وتكفير السيئات وهو دفع ضرر فليس لذات الحجر بل للامتثال واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم . ---- أهل الجاهلية كانوا يعتقدون أن هذه الأحجار تنفع وتضر لذاتها بل كانوا يعلقون تمائم ويعتقدون أنها تدفع عنهم الشر، فلله در أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو المحدث الملهم بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ونحن قد نرى ممن ينتسبون للإسلام من الجهلة من يتمسحون بأحجار بعض البنايات التي بنيت على قبور بعض المنتسبين للصلاح بل يطوفون حولها كما يطوف المسلم بالبيت العتيق, مع إجماع علماء الإسلام على أنه لا يجوز الطواف إلا حول الكعبة المشرفة فإن الطواف من خصائصها ولذلك قدمه الله عز وجل على الصلاة والاعتكاف في المسجد الحرام فقال: (أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود)، وكما قال: (وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود). ما يفيده الحديث: 1- أن المقصود من تقبيل الحجر الأسود هو الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم. 2- يجب على كل مسلم أن يعتقد أن الحجر لا يضر ولا ينفع . 3- أنه لا يجوز تقبيل أي حجر سوى الحجر الأسود . 4- أنه ينبغي لأهل العلم أن يوضحوا للناس ما قد يحدث لهم من شبهات . 5- أنه قد يخشى على المسلم أن يقع في أعمال أهل الجاهلية ولا يعصمه من ذلك إلا اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ---- منقول من موقع .