بقلم / ساجدة المازني.
لم تستطع الأم قول (أحبك)
لابنها المغترب الذي اشتاقت إليه.
لم تستطع الأخت قول (أحبك) .
لأختها في ليلة زفافها.
لم يستطع الابن قول (أحبك)
لأمه بعد خضوعها لعملية جراحية معقدة.
لم يستطع زوج قول (احبك)
لزوجته بعد عودته من رحله عمل
سيناريوهات تتكرر وتتكرر.
الصعوبة لا تكمن في قول كلمة أحبك بذاتها.
انما الصعوبة تكمن في التعبير عن المشاعر الإنسانية
في مجتمع نشأ على ثقافة الكتمان.
ثقافة تتضمن كتم المشاعر الإنسانية الإيجابية كالحب والإعجاب والشكر والامتنان.
وأحياناً تتجاوزها إلى كتم المشاعر السلبية كالحزن والألم أيضا.
لماذا لا نعبر عن مشاعرنا بوضوح وصدق؟
أهو الكبرياء و الكرامة؟
أم هي الرغبة في الحفاظ على تلك الصورة الجادة؟
أم هو الخوف من ردة فعل من نعبر لهم؟
أياً كان السبب
فهو مبرر واهي وسبب غير كافي.
الإنسان مخلوق من الأحاسيس
ومجبول على التفاعل العاطفي
وهذا ما يميزه عن الجمادات.
والاستمرار في كتم المشاعر وتغليفها
يؤدي إلى تبلد العواطف وجمود الأحاسيس.
وهذا ما قد يسبب قسوة القلب.
ما نحتاجه فعلا هو التجرد من ثقافة الكبت والعودة لثقافة البوح
اقتداءً بنبي الحب والرحمة
محمد صلى الله عليه وسلم.
في إحدى المناسبات وبينما كنت أصافح سيدة كبيرة في السن
ضغطت بقوة على كف يدي
وقالت بنبرة رقيقة :
إن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا أحب أحدكم أحدا فليخبره )
فأردت أخبارك بأني أحبك.
وقفت حائرة ونظرت بدهشة
ثم قلت بتلعثم شكرا لك.
لم أعرف سبب حبها
لكن عرفت أنها سيدة رائعة
استطاعت كسر الصمت والتعبير بصدق.
في الواقع لم ينته الأمر
بل أنها أصبحت تقول لي ( أحبك )
في كل مرة نلتقي بها
وقررت أن يكون ردي( أنا أحبك أكثر ).
تلك السيدة علمت أن التعبير عن المشاعر يجعل الإنسان أكثر حيوية وتفاعلا مع الحياة.
فاعلم أنت أن الحياة جميلة
فاجعلها أجمل بتعبيرك عن مشاعرك
وأبدأ الآن قبل أن تَفقد أو تُفقد ..
بالمناسبة
انا احبكم في الله...
🌸💗