البنوك السعودية.. أرباحها 38 ملياراً ودورها التنموي "صفر"
دعاء بهاء الدين، ريم سليمان- سبق- جدة: فَتَح وصْف ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز البنوك السعودية بـ"المنشار"، النار على البنوك التي اعتبرها مختصون "الابن المدلل" لمؤسسة النقد، وعلى الرغم من المناخ السياسي والاجتماعي المستقر الذي تنعم به البنوك؛ إلا أنها لا تتحمل أي دور يُذكر في التنمية المجتمعية.
ثمة تناقدات كبيرة في وضع البنوك؛ فعلى الرغم من الأرباح الفلكية التي تحققها سنوياً والتي وصلت إلى 38 مليار ريال، وزادت بنسبة 13% في الربع الأول من 2014؛ إلا أننا لم نسمع عن تمويلها لمشروع خيري أو تعليمي يصبّ في مصلحة المواطن.
وتتساءل "سبق": ما الفائدة من الأرباح الفلكية للبنوك السعودية إذا لم تلعب دوراً في بناء الوطن؟!
"الابن المدلل"
وصف الخبير الاقتصادي دكتور محمد دليم القحطاني البنوك السعودية بـ"الابن المدلل" لمؤسسة النقد، وقال: "إنها تحقق أرباحاً سنوية صافية تتجاوز 10 مليارات ريال، ولا تساهم بشيء يُذكر في خدمة المجتمع، وتوجهات التنمية، وتحقيق رسالة الحكومة"؛ متهماً البنوك السعودية أنها أحد أسباب تدني مستوى المعيشة في السعودية.
وقال "القحطاني": "على البنوك أن تعلم أن الدولة تدعمها، وإذا فقدت هذا الدعم فستنهار، وتفقد ثقة المستثمرين والعملاء"؛ لافتاً إلى أنها ستفتح مجالاً لاقتحام البنوك الأجنبية، وقال: "ستصبح أكثر صلابة، ورأسمالية، وتُنَوّع في البرامج التي تخدم كل شرائح المجتمع".
وطالب البنوكَ بدعم شريحة محدودي الدخل، والمساهمة في قطاعيْ الصحة والتعليم، وقال: "تُنشئ البنوكَ شركاتٌ تابعة لها؛ لتسهيل التأمين الصحي للمواطنين، وأيضاً بالمساهمة في قطاع التعليم، بمساهمة كل بنك بإنشاء مجموعة من المدارس".
المسؤولية الاجتماعية
من جهته اعتبر الكاتب الاقتصادي محمد البشري، تصريح الأمير مقرن بن عبدالعزيز في وصف حال البنوك السعودية بـ"المنشار"، مطابقاً تماماً للواقع الذي نعيشه، وقال: "من المعلوم أن جميع البنوك في السعودية تعمل في بيئة احتكارية بحتة؛ بحيث تتقاسم كعكة أحد أكبر الأسواق في الشرق الأوسط".
وأشار إلى المناخ السياسي والاجتماعي المستقرالذي تتمتع به البنوك؛ وهو ما مكّنها من تحقيق أرباح سنوية عالية، تتزايد عاماً بعد عام؛ حيث بلغت أرباح البنوك للعام 2013م 38 مليار ريال، كما نمت أرباح البنوك السعودية بنهاية الربع الأول من العام الحالي 2014 م بنسبة 13%.
وتابع: "وبرغم هذه الأرباح الفلكية؛ إلا أن هذه البنوك لم تتحمل مسؤوليتها الاجتماعية تجاه المواطن في هذا البلد الذي هيأ لها كل سبل النجاح، ولم نسمع في يوم من الأيام؛ أن هذه البنوك قامت -مجتمعة أو منفردة- بتمويل مشروع خيري أو تعليمي يصبّ في مصلحة المواطن".
استفزاز للمشاعر
وشنّ عضو مجلس الشورى دكتور عبدالوهاب آل، مجثل هجوماً على البنوك السعودية، وقال لـ"سبق": "منذ أربعين عاماً والبنوك السعودية تعيث في الأرض فساداً، ومساهمتها في تنمية الوطن تساوي صفراً"؛ منتقداً سياسة هذه البنوك في التعامل مع المواطن وقال: "إنها تستغله، وتحصل على عمولة منه، وفي نفس الوقت فإنه لا يحصل على أي عائد منها، وعشرات المليارات ودائع جامدة لدى البنوك لا يستفيد منها المواطن".
وانتقد "آل مجثل" البنوك قائلاً: "إنها تستفز مشاعر المواطنين؛ عندما تعلن عن أرباحها السنوية التي تبلغ المليارات"؛ مبدياً أسفه على قصور أداء وزارة المالية ومؤسسة النقد العربي تجاه المواطن والمجتمع، وطالب -عبر "سبق"- البنوك السعودية باختيار نظام تُطبّقه إحدى البنوك المركزية في دول الخليج، ويتم تعميمه في بنوك المملكة.
التوقعات متفاوتة
واختلف المحلل الاقتصادي دكتور تركي فدعق مع ما قاله الآخرون، وقال: "كثير من البنوك السعودية لديها إدارات للخدمة الاجتماعية، وتقوم بدور جيد؛ إلا أنه يختلف من بنك لآخر؛ بَيْد أن توقعات البعض أعلى مما تقوم به البنوك؛ فلا يوجد معيار نستطيع أن نحكم به على كمّ ومقدار التبرعات".
وأوضح أن البنوك تحقق الأرباح العالية؛ لأن الاقتصاد جيد، والسوق السعودي مربح بشكل كبير؛ لافتاً إلى أن البنوك السعودية عبارة عن شركات مساهمة خاضعة للنظام والقانون.
ضآلة مشاركة البنوك
وقال لـ"سبق" أمين عام مجلس أمناء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الخيرية الدكتور حمد القاضي: "انتقدنا منذ ثلاث سنوات في مجلس الشورى ضآلة مشاركة البنوك في العمل الخيري والاجتماعي؛ مؤكداً أن نهضة الوطن لا تتحقق إلا بجناحين: القطاع الحكومي: وما تنفقه الدولة من آلاف الملايين في مشاريع تنموية، والقطاع الخاص: وتأتي البنوك في مقدمة مؤسساته".
وطالب "القاضي" البنوك السعودية؛ بالمساهمة الفعالة في الجانب الاجتماعي والثقافي، وقال: "إنها من أكثر بنوك العالم سيولة مالية، وهي في دولة يعتبر اقتصادها ضمن أقوى 200 دولة عالمياً"، وبسؤاله عن دور البنوك في دعم التنمية الإقتصادية وتحقيق الفائدة للمواطنين في المملكة أجاب: "سيصبح دورها فاعلاً وقوياً؛ من خلال تبرعها السخي للجمعيات الخيرية التابعة للجهات الرسمية؛ كجمعيات البر وغيرها، والتي تهدف إلى تقديم المساعدات للآخرين".
96