بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربي وربكم الذي يحكم بالعدل وهو خير الحاكمين والصلاة والسلام على رسوله محمد العبد الأمين أما بعد ... فلست عالما ولست فقيها ورحم الله من عرف قدر نفسه ولكنني وبفضل من الله لا غيره ثم بحرص مني على معرفة الحق واتباعه عثرت في تاريخ فهم السنة المنقول على فهم خاطئ خالف الحق لسنين طوال بل لمئات السنين ولا أعلم كيف لم يصل أحد إلى ذلك الفهم وكيف رضوا بتفسير خاطئ شوه صورة الإسلام وصورة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصورة المرأة العظيمة. تلك هي عبارة قالها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث معروف يحبه الرجال كثيرا ليستنصروا به على النساء ويكسروا شوكتهن ويحطوا من قدرهن ومكانتهن وهن أزواجهم وأمهاتهم وأخواتهم وعماتهم وخالاتهم. وقد تمسك به أعداء الإسلام والمغرضين لينالوا من النبي صلى الله عليه وسلم وينالوا من الإسلام وأهله وكل ذلك مبني على فهم خاطئ لعبارة حوت كلمة ما فطن إليها العلماء ولا الفقهاء ولا المفكرون ولو من باب الشك والتملص لكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره المجرمون تلك العبارة يا أخوتي هي"... النساء ناقصات عقل ودين..." التي يعتبرها الرجال سلاحهم وقوتهم على المرأة حين تعطي رأيا أو تبدي ملاحظة أو تنتقد أو تعلل أو تفعل أمرا يسيرا أو أمرا عظيما فعطلوا نصف المجتمع وأذلوها واحتقروها وحطوا من قدرها وأخلوا بميزان المجتمع المسلم أيما خلل حتى ضيعوهن وأهانوهن ولا حول ولا قوة إلا بالله أخوتي لو تأمل العلماء والعارفون والفقهاء والمفكرون قليلا في هذا الحديث ودرسوا ألفاظ المجتمع الإسلامي في عصر النبوة لوجدوا معنى آخر مختلف تماما لمدلول كلمة ( العقل ) التي تعني في عرفنا الحالي الفكر والدماغ ولعرفوا أن تلك اللفظة تعني (الدية والعوض )وهو المعنى الغالب عليها في ذلك العصر ومن المعلوم أن الفقهاء يقولون بأن دية المرأة نصف دية الرجل وهي العقل ويؤكد ذلك تعقيب الرسول حينما قال "أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ "وهو دليل دامغ على أن المقصود بنقص العقل نقص الدية بالنصف وهو دليل قوي جدا يقوي المعنى الذي أقصده ويضعف المعنى المعروف لدى الجميع بل ولو قسنا على المعنى القديم قياسا منصفا لقلنا أن عقل المرأة أي فكرها نصف عقل الرجل وهو كلام غير مقبول على الإطلاق فلو كان ذلك صحيحا لما كان منهن حكيمات وحاكمات ولما كان منهن للمؤمنين مضربا للمثل في القرآن الكريم كامرأة فرعون التي قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ومريم التي أحصنت فرجها عليها السلام وغيرهن من الصحابيات والفقيهات والعالمات بعلوم الدين وغيرها في العصور الماضية والحاضرة أسألكم بالله أن تراجعوا أحاديث الرسول الأخرى المحتوية على كلمة العقل وتقرأوا التراث اللغوي في ذلك العصر وما قبله وسوف تجدوني على الحق بإذن الله وعليكم أن تنسوا المعنى القديم وتنصفوا أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وجميع نساء المسلمين والعالمين من ظلم لغوي أهانهن لسنين طوال وحطمهن وأذلهن بسبب فهم خاطئ تناقلته الأجيال حتى عطلهن ودمرهن وحسبهن الله ونعم الوكيل